border="0" cellpadding="0" cellspacing="0" width="100%"><tr><td colspan="2" style="font-family: Tahoma;">لحظة استغراق يامن بلعبة كرة القدم وتمرير الكرة
له من زميله للتسديد على مرمى الخصم بدأ المطر
ينهمر
سدد يامن بقوة لكنه انزلق وارتطمت الكرة
بالعارضة مرتدة اليه مرة اخرى قفز بكل قوة ...
وبضربة من رأسه ادخلها داخل المرمى
تمزع يامن بالطين من رأسه الى اخمص قدميه
وارتسمت الابتسامة على وجوه اللا عبين الذين تفرقو
منسحبين لهطول المطر بغزارة
بقى يامن وحيدا ينظر الى كرته داخل الشباك فجأة
دوى صوت الرعد فانتفض هاربا والهلع على محياه
توقف يامن متذكرا كرته ... واخذ يخطو الى الامام
والخلف مترددا
(( ايرجع لاخذ كرته ام يتركها ويمضى ؟!))
لكنه باغت نفسه بسؤال مسموع
(اذا كان صوت
الرعد ناجما عن ( بسبب ) اصطدام غيمين فلماذا انا
خائف اذن ؟!)) واردف يجيب (( صوت الرعد لن يخيفنى
مادمت عرفت السبب ))
بخطوات متباطئة اتجه يامن الى كرته التى طفت
على بقعة ماء داخل المرمى حملها واخذ يزيل الطين
عنها بماء المطر المنهمر وضعها ارضا وراح يغتسل
بقطرات الماء المتجمعة بكفيه الصغيرتين متأملا
اياها بشرود فالجو كان لطيفا ومنحه الوقت الكافى
ليفكر بهدوء
خطرت ليامن افكار وصور شتى فتخيل رحلة
قطرات الماء التى يحضنها بيديه همس منتشيا : (( هذه
القطرة اتت من المحيط الاطلسى وهذه من المحيط
الهندى وهذه من البحر الابيض المتوسط وتلك
من الخليج العربى اننى اشم رائحة الحوت الازرق
والابيض ايضا فلا بد ان هذه الحيتان قد لامست تلك
القطرات اثناء مرورها ! يا الهى كم هذا جميل ! هذه
القطرات تجتمع من كل محيطات وبحار الدنيا لتشكل
حفنة ماء بين يدى ! ))
التفت يامن الى كرته السابحة فى جدول تشكل من
ماء المطر مشى يلتحق بها وهو يردد فرحا : (( هذه
القطرات تألفت وتناغمت بكل محبة لصنع شيئا
رائعا ولتعطى دون مقابل من غير ان تتفاخر قائلة :
انا من الغرب والشرق او الجنوب والمال ))
ازداد صوت الرعد واحدث البرق صدعا جميل الالوان
فى الفضاء لكن الخوف تسلل الى يامن مرة اخرى
فعاد مهرولا الى بيته مبلل الثياب كان والده قلقين
لتأخره فى مثل هذا الجو الماطر
الام انبت ابنها بحنان وحرص اما الاب فكان يتفرس
بوجه ابنه الذى بدت عليه ملامح شرود غريبة
بعد ان اغتسل يامن وغير ملابسه دعاه الاب للتحدث
معا
سرد يامن لابيه ما حصل معه وكانت سعادة الاب
لا توقف لهذه التجربة التى عاشها الابن والاسئلة
التى تفتقت عنها
اردف الاب قائلا : (( كم نحن بحاجة للمحبة والتألف
كما تألفت حبات المطر لنعيش بطمأنينة فى هذا
العالم ! ))