--------------------------------------------------------------------------------
سـيـرة بطــل راحــــل " بابا سعد" ربي يغمد روحك للينه اصدر مجلس الوزراء الكويتي بيانا نادى فيه سمو ولي العهد الشيخ سعد
العبدالله السالم الصباح اميرا للبلاد وفقا لاحكام الدستور والمادة الرابعة من
القانون رقم 4 لسنة 1964 في شان احكام توارث الامارة.
كما نعى مجلس الوزراء في بيان تلاه وزير الاعلام الدكتور انس الرشيد الى شعب
الكويت والامتين العربية والاسلامية والدولة الصديقة المغفور له سمو امير البلاد
الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح.
وفيما يلي نص بيان مجلس الوزراء بسم الله الرحمن الرحيم ببالغ الحزن والاسى
ينعى مجلس الوزراء الى شعب الكويت الوفى والى الامة العربية والاسلامية
والى الدول الصديقة امير دولة الكويت وراعى نهضتها حضرة صاحب السمو
الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح حيث وافاه الاجل المحتوم فجر يوم الاحد 15 ذو
الحجة 1426 ه الموافق 15 يناير 2006 م عن عمر يناهز التاسعة والسبعين
ولايسع مجلس الوزراء ازاء هذا المصاب الجلل الا الامتثال لمشيئة الخالق وسنة
الكون والتمسك بالصبر ضارعا الى الله جلت قدرته ان يتغمد الامير الراحل بواسع
رحمته وان يسكنه فسيح جناته ويجزيه خير الجزاء على ماقدم لوطنه وامته
وعملا باحكام الدستور والمادة الرابعة من القانون رقم 4 لسنة 1964 فى شان
احكام توارث الامارة فان مجلس الوزراء ينادى بخليفته وولى عهده حضرة صاحب
السمو الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح اميرا على البلاد مبتهلا الى العلى
القدير ان يكلأ سموه بعنايته ورعايته وان يسدد خطاه ليكون للكويت وللامه العربية
والاسلامية خير خلف لخير سلف انه سميع مجيب وانا لله وانا اليه راجعون .
وبعد أن أصبح الشيخ سعد أميراً للكويت وهو الحاكم الرابع عشر من اسرة
الصباح الكرام بقي أن يعين ولياً للعهد بعد انتهاء فترة العزاء .
ولد صاحب السمو امير البلاد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح عام 1930
وهو الابن الاكبر للشيخ عبدالله السالم امير الكويت الاسبق وتلقى علومه في
المدرسة المباركية .
وعين سموه في مشارف الخمسينات في دائرة الشرطة العامة عام 1949
ولكفاءته تم ايفاده الى المملكة المتحدة لدراسة علوم الشرطة فمكث اربع
سنوات وعاد عام 1954 متخرجا برتبة ضابط.
وحين عاد سمو الشيخ سعد من بعثته الدراسية عام 1954 عين نائبا لدائرة
الشرطة وبقي في هذا المنصب حتى 1959 وكانت البلاد على وشك استقلالها
آنذاك حيث صدر مرسوم اميري بتعيينه نائبا لدائرة الشرطة والأمن العام بعد
دمجهما.
وتولى رئاسة هذه الدائرة في عام 1961 ثم قدر له ان يكون اول وزير للداخلية عام 1962
فكانت له بصمات واضحة على صعيد الكثير من التشريعات والقوانين الخاصة
بالاقامة والجنسية وشروط منحها ومنع التسلل.
وعمل سمو الشيخ سعد على استقرار النظام السياسي في مواجهة التيارات
المتطرفة التي أخذت تجتاح الكويت وغيرها من اقطار الخليج العربي منذ عقد الستينات .
وفي عام 1964 تولى وزارة الدفاع فشكل المجلس الأعلى للدفاع وقام بجولات
خارجية بهدف عقد صفقات تسليح الجيش وتعزيز القدرات الدفاعية للكويت وعمل
على تنويع مصادر السلاح. وفور توليه حكم البلاد خلفا للشيخ صباح السالم
الصباح في 1977 بادر سمو المغفور له باذن الله الشيخ جابر الاحمد الى تزكية
الشيخ سعد العبد الله الصباح ليكون وليا للعهد وتحديدا في 31 يناير 1978 وبعدها
بأيام وتحديدا في 8 فبراير من ذات العام صدر أمر أميري بتعيينه رئيسا لمجلس
الوزراء . وفي 16 فبراير 1978 كلف سموه تشكيل الحكومة وكانت هذه هي
الوزارة العاشرة في تاريخ الكويت. وقدر لسموه ان يتولى رئاسة الحكومة في
ظروف محلية واقليمية ودولية بالغة التعقيد فبذل جهودا كبيرة لمواجهة هذه
الظروف والتحديات وعمل على تعزيز قدرات البلاد الدفاعية والامنية ورفع كفاءتها
البشرية والمادية.
وساهم سمو الشيخ سعد في اصدار الكثير من التشريعات المتعلقة بالاسكان
والتجنيس وايجار المساكن والوظائف العامة والضمان الاجتماعي.
واجتهد في تحديث المرافق العامة وزيادة الخدمات في المجالات كافة وعنى
بشؤون الثقافة ودعم المؤسسات التي تقوم بالبحث العلمي وعمل على دعم
صندوق احتياطي الاجيال المقبلة وحرص على تحقيق العدالة وتطوير التشريعات
وحرص كذلك على معالجة مشكلة الجنسية والتجنيس فصدر قانون للجنسية
الكويتية وجوازات السفر والاقامة عام 1959 واولى مشكلة الاسكان جل اهتمامه
واهتم ببرامج الرعاية الاسكانية وحاول ان يضع الحلول الصائبة لمشكلة العمالة
الوافدة واهتم في الوقت نفسه بتنمية العمالة الوطنية ولم يدع الازمات
الاقتصادية والحوادث الارهابية تشغله عن توجيه عناية فائقة لنهضة البلاد
العمرانية.
وخلال توليه رئاسة الحكومة واجه سمو ولي العهد الكثير من الازمات الاقتصادية
التي كان اولاها انخفاض سعر النفط واتخذ الكثير من الخطط المدروسة لاحتواء
ازمة انخفاض العائد النفطي وظل رغم الازمة على سياسة تقديم المساعدات
المالية الخارجية للدول الصديقة والشقيقة.
وقام سموه اثر تقلده ولاية العهد ورئاسة مجلس الوزراء بزيارات رسمية الى
مختلف دول العالم بدءا بمنطقة الخليج تعزيزا للروابط الاخوية التي تربط الكويت
بشقيقاتها في الدول الخليجية.
ووضح اهتمام سمو الشيخ سعد بأهمية دعم الروابط الامنية بين الكويت ودول
مجلس التعاون الخليجي وكانت له مواقف حاسمة ضد اي عدوان تتعرض له
احدى دول المجلس فقد دان الحوادث الارهابية التي وقعت في البحرين عام 1982
وكانت له مواقف مساندة للسعودية خلال الاضطرابات الامنية التي تعرضت لها
في احداث الحرم المكي عام 1979 و اثمرت الجهود التي بذلها سموه في توثيق
الروابط بين الكويت ودول مجلس التعاون الخليجي بصفة عامة.
وعند حصول الغزو العراقي على دولة الكويت عمل سمو الشيخ سعد خلال فترة
الاحتلال على رعاية مصالح المواطنين والمقيمين في الكويت واعلن ضمان
الحكومة لكل الودائع والمدخرات المصرفية والتزام الدولة تسديد جميع مرتبات
الموظفين في القطاع الحكومي بأثر رجعي وكذلك بسداد مكافأة نهاية الخدمة
لجميع الذين غادروا البلاد من غير الكويتيين وعمل على رعاية الكويتيين في
الخارج وبذل جهودا كبيرة في دعم الصامدين ورجال المقاومة في الداخل وزار دولا
كثيرة وارسل الكثير من المبعوثين لدول اخرى وكان يترأس مجلس الوزراء في
اجتماع يومي ويؤكد ان العدوان سيتم دحره وان الشرعية حتما ستعود.
وكان لسموه دور كبير في اعادة بناء الكويت بعد التحرير حيث عمل سموه على
اصلاح ماتهدم خلال فترة الاحتلال وازالة آثاره بعد تحرير البلاد في 26 فبراير 1991
وعودة القيادة الشرعية واعلان حالة الطوارىء وتعيينه حاكما عرفيا عاما من قبل
سمو الامير.
وتحمل الكويتيون الكثير في هذه المهمة الوطنية واستطاعت الحكومة بدعم
الشعب تجاوز آثار العدوان بتجديد البنية التحتية بالكامل ومعاودة دورها الفاعل
على الصعيدين العربي والدولي .
اادعو معاي الله يدخله اليه هو و كل مسلم ر